الأحد، 23 سبتمبر 2018

فليحة حسن والقصيدة الايروتيكية

ملیحة حسن والقصیدة ألایروتیكیة ! داود سلمان الشویلي َّ ((توطئة:قبل أن تشیر أصابع المنون صوب أبي، جاء إلي ذات حنین لیھمس لي: « أي بنیتي احتفظي بھذا ، فھو العلامة على أصلك ، ودونھ ستبقین مقیمة مع غیر بني جلدك !» وأخذتھ لأرى حجراً ما ھو بحجر وإشارات لم افھم كنھھا وخطوطا دقیقة لا ادري الى أین تصل أو توصلني ، قال : «ھو من جد جدي توارثھ ویعود الى ملك الحبشة الذي ابنھ بلال – وأكد الحبشي مؤذن الرسول – «أخذتھ ، وبحقیبتي ُ صرت احملھ وكان صغیراً ، غیر إن َ م ْن كان یقاسمني حیاتي تحت مسمى زوج ، رماه – كما اخبرني – في بالوعة البیت ظناً منھ انھ مضروب علیھ سحر! ومن ذاك الیوم وأنا أعیش غربات متراكمة فكتبت ھذه القصیدة كشفاً لسر لوني أنا المولودة في (بانیقیا) روحاً وحزناً وشعراً !)). ھذا ما كتبتھ الشاعرة مقدمة لاحدى قصائدھا المنشورة في موقع الحوار المتمدن. ولنقرأ معا قصیدة ثانیة لھا وصفتھا بـ (قصیدة أیروتیكیة !)، عنوانھا )أبي وأمي ) تقول فیھا : الله یتخطى جمیع توقعاتنا یمكنك أن تثق أن الله سیؤمن حاجاتك. صلي الآن فتح الله یتخطى جمیع توقعاتنا یمكنك أن تثق أن الله سیؤمن حاجاتك.
صلي الآن فتح Get Free Get Free Hosting at World's Largest Business Network. Sign Up فتح ! داود سلمان الشویلي - فلیحة حسن والقصیدة ألایروتیكیة 2018/23/9 http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=417018&r=0 2/5 * (( تلكزني براءتي وھي تشیر لتجعد فراش أرضي ........ بینما السریر ببلاھة شراشفھ ینزوي مطروداً في ركن الغرفة ! وتستطیل ابتساماتھم مع طیش الأغطیة .... .... ھما وحدھما (والفراش ( اثبتا لي براءتي وبلادة السریر المرتب .... .... .... ّ وحتى بعد أن ورثاني (الأثاث) والأطفال ....والتجاعید تحت العینین ! لما أزل تحیرني استطالة ابتساماتھم كلّما صنع الفراش لھ أثرا في السجاجید بینما أنام بتوسط أولادي فوق سریر مرتب بلید ؛)). للایروتیكیة سفر طویل في الادب والتاریخ العربي والاسلامي خاصة ، وعندما جاء الاسلام كثر الحدیث عنھا بصورة مباشرة او غیر مباشرة بعد ذلك ، وقد ناقش القرآن الایروتیكیة بصورة عامة او خاصة ، ووضع لھا قوانین وتشریعات وحدود وشروط ، وتلا ذلك ایضا ما سمي في الادبیات الاسلامیة باحادیث النبي ، ومنقولات الصحابة ، خاصة المنقولات التي جاءت على لسان السیدة عائشة زوج النبي من احادیث سمعتھا – او قیل ھكذا – من فم النبي وكلھا او بعضھا تنقل لنا في خبایا الفاظھا ما یمكن ان نطلق علیھ مصطلح الایروتیكیة ، والتي یمكن ان ندعوھا بالایروتیكیة الاسلامیة. عن علئشة ((حتي تذوقي عسیلتھ ویذوق عسیلتك .)). بعدھا كتب في الایروتیكیة الاسلامیة رجال دین كبار مثل الرازي ، والجاحظ ، والسیوطي ، والنفزاوي ، وغیرھما الكثیر . كل ھذه الكتب ( راجع دراستنا الطویلة : الجنس في التراث العربي - ودراسات اخرى) قدمت الایروتیكیة الاسلامیة بمواصفاتھا وشروطھا الاسلامیة ، وبالقواعد التي وضعھا الاسلام دینا وفكرا والتي صاغت قواعد الاحترام لمبادئ سلوك عام للانثى والذكر. ومن الصفات التي یتصف بھا ھذا الارث الایروتیكي ، وھو ارث ضخم جدا ، انھ ابعد كل ما لھ علاقة بما یسمى ( ادب المواخیر ) او ( الاباحیة ) الا ما ندر – الذي یمكن ان نعده من ادب المجالس اللیلة -، اي انھ ابعد الجسد من ان یكون ھو الحصیلة النھائیة لمتحصل وحید ، اذ ناقش ھذا الارث الكبیر الایروتیكیة من خلال وضعھا في موضع انساني ،لا حیواني ، مما جعل لھا شروطا انسانیة ، وكذلك فانھ سمى الاشیاء بمسمیاتھا ، ولم یختف وراء تسمیة مضللھ ،او رمزیة. الشاعرة والكاتبة فلیحة حسن لھا دراسات كثیرة عن الایروتیكیة ، ولھا قصائد اسمتھا ( قصائد ایروتیكیة) مثل ھذه القصیدة التي نحن بصدد قراءتھا قراءة تنطلق مما حفلت بھ الایروتیكیة الانسانیة والاسلامیة من معان سامیة في جعل الكائن الحي یتمتع بانسانیتھ بصورة مثیرة وجنسیة بعیدا عن عالم الغریزة الحیوانیة والسلبیة في امتلاك الجسد الاخر. تثیر قصیدة ( ابي وامي ) لفلیحة حسن مسالة مھمة نعیشھا نحن البشر كمسالة انسانیة یومیة وھي العلاقة بین الرجل ( الذكر ) والمرأة ( الانثى ) ونوعیة ھذه العلاقة والتي تسمیھا الشاعرة عندما تصف قصیدتھا ھذه بـ (قصیدة أیروتیكیة ) ،وما تتركھ من امور مادیة في الاشیاء ، ومعنویة فینا . بدایة تسمي الشاعرة قصیدتھا ھذه بـ ( قصیدة ایروتیكیة ) ، وھذا معناه انھا وصفت الموضوعة التي عالجتھا فیھا بانھا ( ایروتیكیة) ،اي (متعة)او( مثیرة للشھوة الجنسیة)، اي ان ما في القصیدة سینصب نحو ( المتعة) والمتعة الجنسیة خاصة ، اي ان ما تثیره من امور ھو شعور واحاسیس متبادلة بین رجل ( ذكر ) وامرأة ( انثى ) ، ولیس موضوعا خارج ھذه الدائرة ، ھذه المشاعر وتلك الاحاسیس تأتي من فعل یحدث بین اثنین ، ولا یحدث ھذا الفعل في الفراغ بل انھ یحدث على ( فراش ) ارضي ، بین كائنین انسانیین لاتربطھما علاقة حیوانیة ، بل علاقة جنسیة انسانیة. مرتان تذكر القصیدة السریر ، مرة كمطرود ، ومقصي: * ((بینما السریر ببلاھة شراشفھ ینزوي مطروداً في ركن الغرفة !)). ! داود سلمان الشویلي - فلیحة حسن والقصیدة ألایروتیكیة 2018/23/9 http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=417018&r=0 3/5 ومرة كسریر مرتب لكنھ بلید: * ((فوق سریر مرتب بلید ؛)). السریران لیس لھم علاقة بما یجري على فراش بعیدا عنھما. الفراش ، وفي كلیھما یكون مجعدا ، او یصنع اثرا في السجادة التي تحتھ. * ((وھي تشیر لتجعد فراش أرضي )). * ((لما أزل تحیرني استطالة ابتساماتھم كلّما صنع الفراش لھ أثرا في السجاجید((. الفراش ھنا بعید عن السریر ، اذ ان السریر ظل مبعدا عما یجري على الفراش الذي انتزع منھ ، فظل مطرودا ومقصیا وبلیدا ، والفراش ھو الارض التي تحصل علیھا العملیة الجنسیة بین الذكر والانثى، فكان ان تجعد ، وصنع لھ اثرا ي السجادة المفروشة اسفلھ. ولو عدنا الى شكل القصیدة الكتابي ( الطباعي ) لرأیناھا قد استخدمت فیھا اسطر منقطة . اذ تتكون القصیدة من اربع مقاطع شعریة غیر متساویة الطول او عدد الابیات ، تفصل بین مقطع واخر اسطر فیھا نقاط ، بین المقطع الاول والثاني سطر واحد ، وبین الثاني والثالث سطرین ، وبین الثالث والرابع ثلاثة اسطر. ھذا التقسیم الھندسي للقصیدة منحھا بعدا ایقاعیا غیر مرئي ، فاغنت بذلك القصیدة من ناحیة الدلالات فیھا ، وتولید المعاني. ان استخدام ھذا الشكل في الكتابة ( = الطباعة ) منح لغتھا اضافة لما قلناه طاقة تبلیغیة بصریة ، من ناحیة ، ومن ناحیة اخرى طاقة تبلیغیة سماعیة ، لان ھذه الاسطر ما ھي الا توقفات في قراءة النص . التقطیع في النص بواسطة ھذا الاستخدام لاسطر النقاط یعطي النص زخما مطردا في اللغة والایقاع ،ومن ثم في رسالتھ التبلیغیة البصریة والسمعیة ، لھذا نراه مرة یستخدم سطرا واحدا من النقاط ، اذ یحدث التوقف لفترة قصیرة ، ومرة اخرى لفترة اطول من الاولى ، وثالثة اطول من الاثنین .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق